المساندة الأسرية من جانب الزوج والأولاد من أساسات رفع الحالة المعنوية والنفسية للسيدة المريضة بسرطان الثدي، وكم من الحالات التي عانت من فقدان المساندة النفسية أو المعاملة السيئة من الزوج ولكن في نفس الوقت هناك العديد من الحالات التي أنعم الله عليها بزوج متفهم لهذا الوضع وهذا المرض الذي يحتاج في المقام الأول مساندة الزوج والأولاد والأقارب والأصدقاء.الزوج حمدي إسماعيل وزوجته السيدة زينب طه
ومن بين تلك الحالات التي توضح تكاتف الأسرة المصرية مع الأم أو الأخت أو الخالة والعمة، تلك القصة الإنسانية الرائعة التي تصف حب الزوج حمدي إسماعيل لزوجته زينب طه، فقد اكتشفت الزوجة وهى حامل في الشهر الرابع أنها تشعر بوجود أورام صغيرة في الثدي وقد استشارت العديد من الأطباء والذين أكدوا لها أن ذلك شئ طبيعي، وتقول الزوجه عن هذا الموقف "لم أقتنع بكلام الأطباء وقد أشرت بذلك لزوجي مما جعلنا نتوجه لأكثر من طبيب وفي النهاية أشار لنا آخر طبيب توجهنا له أن نتجه للمعهد القومي للأورام، وهناك أخذوا مني عينه".
وهنا يمسك الزوج بطرف الحديث ويؤكد "خوف زوجتي وعدم إقتناعها بكلام الأطباء واحداً تلو الأخر جعلنا نتوجه إلى المعهد القومي لأخذ عينة من الثدي وتحليلها وقد أظهرت النتائج إلى أن الورم خبيث ويجب إستئصال الثدي بالكامل لتأخرنا في إكتشاف المرض".
وتؤكد الزوجة زينب طه ان إكتشاف المرض كان في شهر مايو 1992 وقد تم إجراء الجراحة لإستئصال الثدي في 3/9/1992 وتصف الزوجة الموقف قائلة "لم يخبرني زوجي بما أنا قادمة عليه حيث أقنعني أن تلك العملية هدفها أخذ عينة من الثدي فقد وليس إستئصالة، لم يخبرني بأنني مصابة بسرطان الثدي وبالتالي تحمل هو الصدمات الواحدة تلو الأخري وكان بجانبي في كل لحظة، حتى كانت النتيجة إجراء عملية تغيير في شرايين القلب من أثر هول المواقف التي مرت بنا".
وهنا تحمد الزوجة وتشكر الله كثيراً على مساندة الزوج لها في تلك المحن السابقة قائلة "الله وقف بجانبي خلال الفترة السابقة ومن بعده زوجي الذي كان يساعدني في الأعمال المنزلية دون كلل أو تعب ولا يمهلني أن أقوم بأي عمل يرهقني بل بالعكس يساندني حتى فيالذهاب والإياب من المؤسسة المصرية".
ويشير الزوج حمدي إسماعيل إلى كيفية التعرف على المؤسسة المصرية ويقول "تعرفنا على المؤسسة من خلال التليفزيون حيث كان الدكتور محمد شعلان في أحد اللقاءات التليفزيونية وهو الذي وجهنها للمؤسسة لتخفيف معاناة زوجتى من تورم الذراع (الليمفاديما) والتي كانت تمنعها من ممارسة أي عمل بذراعها المتورم وجاءت واستمرت زوجتى على جلسات التمارين الرياضية والحمد الله تحسنت حالتها كثيراً بعد أن كانت لا تستطيع تحريك يدها مطلقاً ولم تكن تستطيع إمساك أي شيء بها". الزوج حمدي إسماعيل وزوجته السيدة زينب طه أثناء حديثهما لفريق عمل المؤسسة
وفي النهاية يتحدث الزوج عن مساندته لزوجته ويؤكد على أهمية هذا الدور في رفع الروح المعنوية لها، حيث ينتقد أداء الأزواج الذين ينهرون زوجاتهم وتتغير معاملتهم لزوجاتهم بعد معرفة إصابتهن بالمرض قائلاً "الزوج عليه تحمل زوجته في السراء والضراء، وكل ما يحدث لهما هو من عند الله، فالمرض والشفاء من عنده، وبالتالي السيدة ليس لها يد فيما تعاني منه بل عليه مساندتها ومراعاتها حتى يرعاه الله في الشدائد"، والزوجة من جانبها تؤكد أن الله يعطية الصحة من أجلى ومن أجل سعادتي وتدعو له دائما بدوام الصحة والعافية.