۲۰۱٦
"شوفني صح" حملة اليكترونية تبدأها المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، تتناول المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي ينظر بها المجتمع نحو مريضة سرطان الثدي نتيجة إصابتها بالمرض. ويؤكد الدكتور محمد شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي أن مرض سرطان الثدي ليس وصمة عار أو مرض وبائي ومن هنا يظهر دور المؤسسة في تغيير النظرة النمطية للمجتمع نحو السيدات المصابات بسرطان الثدي وإعادة صياغة السلوك المجتمعي نحوها.
(دكتور ... هو أنا ممكن أتعدي من مراتي ؟!)
من أكبر الهواجس والمعتقدات غير الصحيحة السائدة هي أن مرض سرطان الثدي معدي، وهذا غير صحيح بالمرة.
و يقول الأستاذ الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي إن سرطان الثدي مرض غير معدي فهو لا ينتقل عن طريق الهواء أو بالمخالطة أو بالعلاقة الجنسية، فسرطان الثدي عبارة عن إنقسام في خلايا الثدي بشكل غير طبيعي لتكون ورم قد يكون حميداً أو خبيثاً فليس هناك أي عامل من عوامل انتقال المرض بالعدوى. فالكثير من الأزواج يتعمدن الإبتعاد عن زوجاتهن فور إكتشاف المرض لإعتقادهم بأنهم سيصابوا بالعدوى كذلك المقربين منها يتعمدوا أن يتحاشوها جاهلين تماماً إحتياج المرأة في هذا الوقت لدعمها نفسياً وإحاطتها بمشاعر كل من تحب من أهل وأصدقاء.
(دي جالها سرطان ثدي .. أكيد ده عقاب من ربنا )
في بعض الأحيان يوجد البعض علاقة غير منطقية حول إصابة سيدة ما بسرطان الثدي وبين شئ سيئ قد قامت به في وقت مضى.
وينتقد الدكتور شعلان الأفكار المترسخة في عقول البعض من الناس فهي عار تماماً من الصحة ومن المنطق. إن الإصابة بالمرض قدر من عند الله، إختار به شخص دون سواه ليختبر مدى قوته في تحمل المرض وعواقبه. ومريضة سرطان الثدي هي محاربة قررت خوض المعركة لنهايتها لتثبت قوتها وإصرارها حتى تهزم المرض فتعود أقوى وأجمل.
(ياعيني .. خلاص مش هتقدر تتجوز)
تستنكر غادة مصطفى مدير إدارة الإعلام والعلاقا الخارجية نظرا الشفقة التي يحملها البعض لمريضة سرطان الثدي خاصةً صغيرات السن ، وذلك لإعتقادهم أن فرصها في الحياة غير مضمونة كالزواج. فطالما تعرضت لعملية استئصال فهي غير صالحة للزواج أو الانجاب.
وهذا غير صحيح، فبعد شفاء المريضة وإنهاء جميع أنواع العلاج تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
(لا بلاش دي .. دي كانت مريضة سرطان ثدي)
تتعرض العديد من مريضات سرطان الثدي وكذلك الناجيات للتمييز على مختلف أنواعه كتمييز في الحياة العامة وأيضاً العملية، فنجد أن بعض المريضات فور إصابتهن يتعرضن لعدة مشكلات في أماكن العمل، فيعد أخذ فترة إجازة للعلاج كالعلاج الكيميائي من الصعب في بعض الأشغال. كذلك في بعض الأحيان يتم التهديد بترك العمل للإعتقاد بأن العاملة بعض مرضها لن تعود بنفس الكفاءة التي كانت بها قبل الإصابة.
وهو ما يؤخذ على أصحاب هذه الأعمال لأن في هذ الوقت تحتاج المريضة للتشجيع ومساعدتها على إثبات ذاتها.
(دي بتاخد علاج إشعاعي .. إبعدي عنها)
كثيراً من الناس يخطئوا فهم طبيعة العلاج الإشعاعي ويظنوا أن المريضة التي جلسات علاج اشعاعي مشعة ومن الممكن أن ينقل لهم أشعة ضارة. ولكن هذا معتقد خاطئ فالعلاج الإشعاعي عبارة عن أشعة تصدر من جهاز على مكان الورم ولا تبقى في جسد المريض.
ويستهدف العلاج الإشعاعي للمريضة بعد الجراحة إزالة أي خلايا سرطانية متبقية لمنعها من الإنتشار.
(هي كدة خلاص .. هتموت)
يعتقد البعض من الناس إن سرطان الثدي يؤدي حتماً للوفاة وأنه لا فائدة من العلاج أو إجراء الفحوصات اللازمة وأن على المريضة أن تتقبل ذلك.
ولكن الحقيقة غير ذلك، فسرطان الثدي من الممكن الشفاء منه بنسبة 98% في حالة إكتشافه مبكراً وذلك لتعدد وسائل الإكتشاف المبكر كالمتابعة بالكشف الطبي و بأشعة الماموجرام والفحص الذاتي للثدي. وعليه يجب عدم توقع النتيجة السيئة مادام في إمكاننا أن نحاول ونسارع للكشف وإستشارة الطبيب المختص إذا لاحظنا أي تغيرات وعدم الإستسلام والقتناع بأن الشفاء في يد الله أولاً وفي أيدينا ثانياً.
في النهاية يوجه الأستاذ الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي رسالة هامة مؤكداً فيها على أهمية التخلي عن المعتقدات السائدة الخاطئة عن مريضة سرطان الثدي التي لطالما أفنت حياتها لصالح عائلتها ولأحبائها، فهي لا تستحق هذه الأحكام المسبقة التي لم تبنى على أساس علمي صحيح وعلينا أن نحتويها وننقل لها مشاعر الحب والإمتنان والدعم.